قصة حي المعاريف بالدار البيضاء.
من أرض العلوة هذا الإسم الذي يجمع بين إسمين، علو المنطقة فوق 600 متر على سطح البحر، و الشريف العلوي أحد أجداد المعاريف، "سيدي علي" وهو جد جميع معاريف تامسنا مزاب حيث تقع قصبة لمعاريف الشهيرة، على بعد حوالي 12 كيلومتراً شمال مدينة ابن أحمد، وفيها توزع أبناؤه الثلاثة وهم :
1 محمد بن علي.
2 موسى بن علي.
3 عبد الله بن علي.
من قبيلة امزاب بالشاوية ذهبت بعض عائلات الشرفاء المعروفيين، إستقرو ضواحي الدار البيضاء غير بعيد عن أسوار المدينة القديمة، تملكو عدد من الهكتارات التي كانت تحمل إسمهم (أرض لمعاريف). وستحمل لاحقاّ (حي المعاريف).
مع دخول المستعمر الفرنسي للمدينة البيضاء في غشت سنة 1907 تناثرت حول أرض المعاريف أكواخ خشبية أوت أفواج ألأوروبيين البسطاء ألاسبان والبرتغاليين بلإضافة إلى اليونان و الأرمن ... حملتهم رياح الهجرة لدار البيضاء بحثاً عن لقمة العيش.
وفي سنة 1911م أقدم ثلاثة تُجار إنجليز على رأسهم التاجر الشهير "مردوخ" الذي سيطلق إسمه على حديقة شهيرة بالدار البيضاء "جردة مردوخ"، و كذا التاجر الانجليزي "باتلر" على اقتناء جزء كبير من القطع الأرضية التي كانت في مِلْك 'الشرفاء المعروفيين'، و ذلك مقابل أثمان بخسة كانت أقل ب 50 مرة عن الثمن المعمول به.
الاراضي على بُعد كيلومترين فقط من الأسوار المدينة القديمة. وسرعان ما قام التُجَار الإنجليز ببيع القطع الأرضية بعد مرور أربع سنوات على إقتنائها، لشركة عقارية قامت بدورها ببيعها بما يعادل عشرة آلاف فرنك للقطعة الواحدة، كما قامت ببناء مساكن خشبية منظمة، و شرعت في تفويتها بأثمان تتراوح ما بين 100 و 120 فرنكاً، للمتر المربع. وقد بدت أرض المعاريف في بداية العشرينيات كقرية تشكلت من أكواخ بسيطة تقطن بها مجموعات من المهاجرين الأوروبيين الآتين كما ذكرنا من إسبانيا و البرتغال، واليونان و أرمينيا ... و الذين كان معظمهم يشتغلون كعمال بناء أو مستخدَمين. ومع بداية هيكلة أحياء البيضاء بموجب مخطط "پروست" الذي وُضِع سنة 1913م، و هو مجال كان ينتهي عند ما يُعرف حالياً بشارع الزرقطوني. مما شكّل قلقاً لسلطات بلدية الدار البيضاء التي بدأت تنزعج من المساكن العشوائية المتناثرة في المنطقة بشكل ملحوظ، و من تجمعٍ آخر في مكانِ ما يُعرف ب "عزيب غلف" درب غلف حاليا، غير بعيد عن أرض المعاريف، بدأ هو أيضاً يأخذ أبعاداً مُقلِقة. فبات من الضروري بالنسبة لسلطات المدينة البدء بهيكلة التجمع الأوروبي عن طريق تزويده بالماء و الكهرباء، و الصرف الصحي، و بعض المرافق الضرورية خصوصاً و أن هذا التجمع أصبح أشبه ب"مستنقع" كبير تنبعث منه الروائح النتنة.
وهكذا سيشهد تجمع" حي المعاريف" هيكلةً ستعطيه شكله المنظم المعروف إنطلاقاً من سنة 1927، مع تواجد مقري شركتي نقلٍ كبيرتين هما شركة الحافلات (الطاك)، و شركة "الستيام" وإلى حي مخصص بامتياز للطبقة الأوروبية الفقيرة و المتوسطة. ليتحول تدريجياً مع قدوم أفواج جديدة من المهاجرين ألإسبان الهاربين من جحيم الحرب الأهلية بين سنتي (1936-1939) و لاحقاً إلى مركز من مراكز التجارة بالعاصمة الإقتصادية، يعج بالحركة و يحتوي على أعلى بناية بالمغرب متمثلة في برجي "التوين".
فخسر بعد ذالك المعاريف أراضهم لصالح السماسرة ألاوروبين و اليهود
تعليقات
إرسال تعليق