------------ الأغنية التي ظل المغاربة يعتقدون أنها عن عبدالقادر الجيلاني --------
تبدأ الأغنية ، بالصلاة و السلام على رسول الله .. " الصلا و السلام على النبي العَرْبي .. سيدنا محمد .. كنْزي و راس مالي .. " بعد هذا يتم التذكير بضرورة الإخلاص في العبادة قبل أن يدرك الإنسان الموت .. " يالطامع في الدنيا لا تكون مغرور .. اعبد ربي قبل لا تزور لقبور .. وا يا الجيلالي " . هكذا تبدأ بطلة القصة حديثها ، إنها تنادي حبيبها " جلول " البعيد عنها .. " يا هاه .. يا هاه .. " . تشكو له ما أصبحت تتعرض له من كلام الشامتين فيها بعد أن ترك البيت غاضبا و خرج دون أن تعرف له وجهة .. " مَدَى قالو .. مَدى دواو فِيَّ .. خلِّيتْ ليهم رَبي .. وَكَّلْتو علِيا .. يا الواكْلاتْ لَحْمي .. كيف تديرو .. جهنم حارة صعيبة .. أيا الجيلالي .. " . هذا هو إسم حبيبها ، لكنها تحب ككل النساء أن تدلعه فتناديه " جلول " . إنها معجبة به غاية الإعجاب .. " آيلي .. آيلي .. هايلي .. سيدي جلول أبوعلام ( تشبه حبيبها بعبدالقادر الجيلاني لأنه كان يقضي وقته معتكفا في دراسة كتب الفقه ) .. إن حبيبها من خيرة الشباب .. " تعال .. تعال تشوف .. زين الشُّرفة .. زين لَعْوامْ (من خيرة الشباب سواء الأشراف أو العَوام ) .. إنها تشبهه بالمَرْمَر و هو من الأحجار الكريمة . فلا وجه للمقارنة بين المرمر و الزليج .. " واش كيف الزليج .. كيف الرّْخَام .. " . إن أصل الخصام الذي بينها و بين حبيبها و الذي جعله يغادر البيت . هو أنه ذات ليلة من ليالي الصيف كانت هي بالخارج بينما هو بالداخل مشغول كالعادة بالقراءة و الكتابة . ظلت تناديه على أساس أن يخرج لكي يستمتعا معا بجمال الليل .. " طال الليل .. باينة انجومو .. يا هاه .. يا هاه .. هوَّدْ يا سيدي انْهيمو .. وا يا الجيلالي .. " . و عندما لم يلبي نداءها . ذهبت إلى البيت و دخلت عليه غرفته الخاصة .. " ادخلت لبيتو .. جبَرْتو يكتَبْ .. لَقْلُمْ في إيدو .. و عَقْلو امْغَيَّب ( لقد كان شارد الذهن ) . فأخذت تلومه ، قائلة مرة أجدك تقرأ كتابا لعبدالقادر الجيلاني و مرة أجدك تقرأ كتاب " الذخيرة " ( القصود به كتاب " الذخيرة في فروع المالكية " لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي المتوفى سنة 684 هجرية.) .. تقول في الغناء .. " مرَّة جلول ولد خيرة .. مرَّة تقرا في الذّْخيرة .. أيا الجيلالي " . يبدو أن الجيلالي اعتبر هذا الكلام إهانة كبيرة في حقه ، خصوصا و أن حبيبته استصغرت في كلامها ، شخصية كبيرة المقام كان حبيبها يعتز بها . لقد نعتت الشيخ عبدالقادر الجيلاني بلقب " جلول " و في هذا تصغير لشأنه ، كما مست شرف أمه ، حيث قالت " ولد خيرة " بينما إسم والدة عبدالقادر الجيلاني هو " أُمُّ الخَيْر " و ليس خِيرة . لقد اعتبر هذا الحبيب دخول حبيبته عليه و هو مشغول بالقراءة و الكتابة ، انتهاكا لحريته .. " قولو ليها و علاش تابعاني .. سمايات الله هي الشاغلاني .. أنا الجيلالي " .. في لحظة غضب سيسقط مصباح الزيت الذي كان ينير الغرفة و سيتكسر زجاجه و يعم الظلام .. " طاح الكاس (كأس المصباح ) .. و طارو اشقوفو .. راح النور .. ما بقينا نشوفو .. وايا الجيلالي .. " . سيخرج الجيلالي غاضبا دون أن تعرف له وجهة . و ستظل حبيبته تسأل عنه الأصدقاء من الفرسان .. وا ما شفتو جلول يا الخيالة ... لاح السلهام و اخرج في حالة ..( لقد وضع سلهامه فوق كتفيه و خرج غاضبا ) . لقد كتبت هذه التدوينة ، عندما رأيت القناة الثانية تبث وصلة إشهارية لسهرة ستقدم هذا الأسبوع و فيها أغنية " الجيلالي " . أعرف أن الأغنية ستقدم في السهرة بطريقة مغلوطة بالأساس و لهذا بادرت إلى نشر هذه القراءة . لعلها تفيد من سيطلع عليها من الأصدقاء و الصديقات إن هم تابعوا السهرة على شاشة التلفزيون . مع خالص تحياتي و كل المودة . ( عبدالرحيم شراد ) . ملحوظة ، هذه الصورة كانت بالأبيض و الأسود و قد قمت بتلوينها .
تعليقات
إرسال تعليق