" بايتة نتسنى .. مالك ما جيتي يا لَعْدُو "
حسب البحث الذي قمت به ، فإن نظم كلمات هذه العيطة يعود إلى صيف 1886 . و هو التاريخ الذي زار فيه السلطان المولى الحسن الأول منطقة " احمر " و توجه منها إلى مدينة آسفي . بطل هذه القصة شخص إسمه المحجوب . أما مكان نظم هذه العيطة فكان بضاية "زيمة " بالقرب من الشماعية ( انظر في الصورة ، ضاية زيمة حاليا ) . أما ظروف نظم هذه العيطة ، هو أن المحجوب ، بسبب مرافقته للسلطان الحسن الأول ، أخلف موعده مع حبيبته زهرة بالصويرية .. تبدأ العيطة على لسان زهرة تعاتب " المحجوب " .. " بايتة نتسنى مالك ما جيتي يا لَعْدُو .. أودي يا المحجوب زيانت ليام ( أصبحت ترافق السلطان ) .. غرايبي و غرايبي .. ( عَجَبِي .. عَجَبِي ) . فيرد عليها المحجوب .. " انت غزالة تستاهلي الرامي يصيدك .. " .. " انت تستاهلي بَغْلَة و عَوْد لراجْلَك " . لقد كانت زهرة على ذمة رجل آخر و رغم هذا اتخذت من المحجوب خِذْنا لها . ( هذه العلاقة طبعا محرمة شرعا ) . إن المحجوب لم يجد لنفسه سبيلا للإعتذار و هو في موكب السلطان ، رغم كل المبررات .. " كبيدتي مريضة .. دوزوني نشوفها .. " . من خلال كلمات العيطة يحكي لنا المحجوب كيف حددت معه زهرة ، موعد اللقاء .. "آ ودي غرايب الكية .. غرايب النسا .. قالت ليا تعال انهار الخميس .. و تعال كيف لعريس .. و تلقاني لابسة قميص .. " . نفهم من منطوق الكلام ، الوارد في بعض مقاطع هذه العيطة أن المحجوب شارك في عملية القنص على شرف السلطان و ذلك بضاية "زيمة ".
و كان طول الوقت يفكر في حبيبته . " آ ودي يا لَكْران (الأقران) .. فم الغابة طيبوه الصيادة .. راه لمكاحل صاينة و العَدَّة رومية .. ناري بنت الشهبة ( المقصود بها طائر دجاجة الماء ) ما تجي كَمْرية (بتفخيم حرف الكاف) .. كيف امها .. ناري عود القرفة دكَني في رجليا .. برَّم عينيك شوف شوف .. الحجلة فين علات عليا .. و أنا مريضة حُمَّة الغيوان فيا .. بايتة في جنبي كتشكى .. ناري زهرة في الصويرية .. شوف لحمامة إينا عرش امْبِيْتة .. اللي ما يحب الزين نفسو ميتة .. " . سأعود إن شاء الله في تدوينة أخرى لشرح كل هذه المعاني بالتفصيل . لكن قبل أن أختم كلامي . أود أن أشير إلى المقطع الوارد في نهاية هذه العيطة . و الذي هو بمثابة وصية لكل الجنود الذين كانوا يستعملون البنادق في جيش السلطان المولى الحسن الأول . تقول الكلمات .. " وا هاك على كَلْمة امْكَمْلَة .. في الراس دارت اوْصِيَّة .. واش دَقْ لخْماسي بحال الثَّلْثِية ( نوع من البنادق ) .. طرح الجَّعْبَة امَّكْنة .. و تَكّي البَرْكَية ( حاول أن تميل قليلا بالبندقية، سماها البركية نظرا للونها ) .. و تكون ليمنى سريعة ( اليد اليمنى التي سيضغط أصبعها على الزناد ) .. و النقشة سخية .. و يكون سلاحي جديد .. ما يجيب الذَّلْ ِليا .. مولاي الحسن هو قايد الحربية ..( مولاي الحسن ، المقصود به السلطان الحسن الأول) " .
مع خالص تحياتي ( عبدالرحيم شراد )
تعليقات
إرسال تعليق