الشرفاء البهالة

 

" ألالة منانة آجي تكوني بنتي .. " . 

غنت مجموعة فناير أغنية " لالة منانة " و حققت بها شهرة واسعة . لكن هل كانت المجموعة تدرك معنى الأغنية . أستطيع أن أجزم أنه لا علم لأفراد المجموعة بالموضوع . إن أول شرط في تناول أي غناء تراثي هو احترامه . فهو ملك للمغاربة كافة. و احترامه يقتضي منا نقله دون المساس بمعناه و مضمونه العام و دون بَتْرِه و الحذف منه  . اليوم و لأول مرة سأكشف عن موضوع أغنية " لالة منانة " إن موضوع هذه القصة هو ظاهرة اغتصاب القاصرات . أما أبطال القصة فهما " منانة " و هي فتاة قاصر و " بابا علي خروبة " و هو شيخ عجوز متصابي . في البداية تمر من أمامه "منانة " ، فيحاول التودد إليها و تقديم ما يكفي من الإغراءات حتى يستدرجها إلى بيته .. " أ لالة منانة آجي تكوني بنتي .. و ندير ليك عبانة بالخوخ و الرمانة .. " . سأصنع لك بطانية جميلة من الصوف، أغطيك بها. و ستكون بلون فاكهتي الخوخ و الرمان و ستعيشين معي في بيتي في الستر و الأمان ، لن ينقصك طعام أو شراب .. " و الساقية تسقينا و الواد ما يدِّينا .. " . إن هذا القول لم يغري منانة و لو قيد أنملة . فهي بنت على بال و ذات أخلاق عالية . لذلك سترد على هذا الشيخ العجوز و ستصده بكل ذكاء و صرامة .. " بابا علي ( أي أنت في مرتبة الجد ) بابا علي خروبة ( هي تسميه خروبة لأمرين . الأمر الأول لأنها تستحضر قصة في الثقافة الشعبية عند اليهود المغاربة ،عن نبي الله سليمان حينما رأى شجرة في المنام قال لها ما اسمك فقالت خروبة أنا لخراب البيوت " ثم السبب الثاني هو أن المغاربة اعتادوا أن يقولوا لكل من يطيل النظر مع التدقيق " مالك كتخَرَّب " . لقد ذكرت قصة سليمان و لم أستبعدها لأن " منانة " ستشير في كلامها مباشرة إلى " شاشية اليهود " حيث ستقول .. " بابا علي خروبة شاشية مثقوبة " .. ( أي إن أفعالك أيها العجوز لا يقوى عليها حتى اليهود ، إن شاشيتك مثقوبة ) . لقد أدركت " منانة " قصده اللئيم لذلك ستشبهه بالغراب الذي دائما ينعق على الخراب .. " داز غراب يقاقي .. قال له فين غادي " فيرد عليها " بابا علي " غاضبا .. " لجهنم " .. فترد عليه الفتاة بكل ذكاء .. " قال ليه تطيح فيها " . ثم تنصرف بعد أن أفحمته .إنها سرعة البديهة و الذكاء في الرد . تحياتي و كل المودة و إلى تدوينة أخرى إن شاء الله